للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللعب إرهاقه إلى التعليم دائمًا يميت قلبه، ويبطل ذكاءه، ينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسًا".

إن النص السابق الذي أوردناه يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن الغزالي قد سبق علماء التربية المحدثين في إبراز أهمية الترفيه واللعب في العملية التعليمية؛ ذلك لأن اللعب أو الترفيه يحفز نشاط المتعلم ويزيد قدرته على التحصيل العلمي. وهي الحقيقة التي أشارت إليها النظريات التربوية الحديثة، فكثير من هذه النظريات تركز على أن عقل الطفل وبدنه يتطلبان قدرا كبيرًا من اللعب، وأنه بدون اللعب يعتبر الطفل مرهقًا عصبيًا لا يجد للحياة فرصة، وتتوالد في نفسه المخاوف والهموم، وأن تلقائية الفرد تجد طريقها في الحرية وروح اللعب١.

والتعليم الأساسي من أخطر المراحل التعليمية؛ لأنه الأساس الذي تشكله التربية الأولى، وكما تكون البذرة تكون الثمرة، وتمثل المدرسة الابتدائية البيئة التي تنشأ فيها البذرة فإذا كانت هذه البيئة صالحة نشأت البذور نشأة طبيعية والعكس صحيح.

وفي المدرسة يتلقى الطفل أول مراحل معاشرة المجتمع حيث الأطفال من أقرانه، وحيث المدرسون، وحيث المعاملة مع أناس آخرين عليه أن يتجاوب معهم.


١ المصدر السابق نفسه.

<<  <   >  >>