للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من السادة القائمين على أمر التعليم يغضون الطرف عن هذا المعنى وطالما أنهم يغضون الطرف عن معنى العلم في الإسلام فلن يهتدوا إذًا أبدًا.

"ويروي كثير من الباحثين والمتتبعين لمناهج الدراسات الإسلامية أن المؤسسات الإسلامية عامة والجامعات خاصة لم تصل بعد بمنهاجها إلى تكوين الشخصية الإسلامية التي تتفاعل مع عقيدتها وثقافتها، وتترجم قيم الإسلام ومثله واقعًا معاشًا يقتنع به الآخر، ولا يزال كثير من هذه المؤسسات هياكل مادية وإدارية تتعلق بالتراث، وترفع شعار الدعوة دون ترجمة لها ضمن حقائق الحياة وهموم المسلم العادي. والعاملون في مجال الدعوة يغفلون أو يتجاهلون التفرقة في نتاج الدعوة بين المردود الرسمي الوظيفي لعمل الدعاة، والتلقائي والحياتي لغيرهم، كما أن التفريق لازم بين ما نبذل ونقول، وما نجني ويقال عن جهودنا.

إن إعادة النظر في قصور المناهج وضعفها وتدنيها يحتاج إلى تجرد وإخلاص وإلى شجاعة تنظر إلى المسئولية أمام الله قبل كل الاعتبارات التي أدت ولا تزال تؤدي إلى ضياع جهود مبذولة وسنوات ضائعة؛ لأن التغير المستمر في أساليب الحياة وكميات المعرفة الإنسانية تقتضي إعادة النظر دائما في المنهج وأساليب الدعوة. والقدرة على اكتساب المعارف المتطورة، والتذكر دائمًا بأن العالم الذي نعيش فيه ليست أقاليمنا ولا عالمنا العربي والإسلامي، وإنما هو عالم آخر يعطينا ويؤثر فينا، ونحن نستورد منه كل شيء حتى الكراسي التي نجلس عليها؛ لنحاضر عن الإسلام والمسلمين"١.


١ د/ عباس محجوب، دراسة نقدية لجوانب القصور، مقال بمجلة الأمة - العدد الثامن والثلاثون- السنة الرباعة نوفمبر ١٩٨٣ ص٢٨.

<<  <   >  >>