للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرحمة والرفق والتيسير والتبشير, فقد قال لأبي موسى ومعاذٍ لما بعثهما إلى اليمن: "يسَّرَا ولا تعسِّرَا، وعلِّمَا ولا تنفِّرَا" ١, وقال -صلى الله عليه وسلم: "علموا ولا تعنفوا, فإن المعلِّمَ خيرٌ من المعنِّفِ"٢.

ويكفي أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى كتب الصحاح والسنن, حيث تجدها مليئة بطرق التربية والتزكية، فقد خصص جميعهم كتبًا أو أبوابًا خاصّةً للعلم وفضائله، وفضل تعلمه وتعليمه, وأدب ذلك٣.

وبالإضافة إلى ذلك, فإن بعض الأحاديث والآثار تشير إلى أنه كان في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين, كتاتيب منظمة يتعلم فيها أبناء المسلمين الفقراء والأغنياء على السواء، وأن هناك من اتخذ التعليم مهنةً وصناعةً لها أصولها ومناهجها وآدابها, فكان يقوم بها رجال أكفاء متخصصون في طرائق التعليم, وفي تهذيب الأخلاق, والعناية بتنشئة أطفال المسلمين٤.

وأكثر من ذلك, فقد أثبت لنا الإمام محمد بن سحنون روايات عن


١ رواه البخاري في صحيحه, كتاب الأدب - مع فتح الباري "١٠/ ٥٢٤".
٢ رواه الطيالسي في مسنده.
انظر: المقاصد الحسنة, ص"٢٨٩".
٣- راجع: صحيح البخاري, كتاب العلم مع فتح الباري "١/ ١٤٠-٢٣٢", وصحيح مسلم, كتاب العلم "٤/ ٢٠٥٣-٢٠٦٠"، وسنن أبي داود -مع العون- كتاب العلم "١٠/ ٧٢-١٠٣", والترمذي -مع التحفة- كتاب العلم "٧/ ٤٠٤- ٤٥٩", وغيرها.
٤ الدكتور محمود عبد المولى, في القسم الدراسي لكتاب آداب المعلمين, لمحمد بن سحنون ص "٦٢".

<<  <   >  >>