للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في يوم عاشوراء, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أتحبين أن تري لعبهم"؟ قالت: نعم، فأرسل إليهم فجاءوا, وقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين البابين, فوضع كفَّه على الباب ومد يده ووضعت ذقني على يده، وجعلوا يلعبون وأنظر, وجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول: "حسبك" وأقول: اسكت, مرتين أو ثلاثًا, ثم قال: "يا عائشة حسبك" , فقلت: نعم, فأشار إليهم فانصرفوا"١.

وقال عمر -رضي الله عنه- مع خشونته: ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي، فإذا التمسوا ما عنده وجد رجلًا٢.

الأدب الرابع: أن لا يتبسط في الدعابة وحسن الخلق والموافقة باتباع هواها, إلى حدٍّ يفسد خلقها ويسقط بالكلية هيبته عندها، بل يراعي الاعتدال فيه, فلا يدع الهيبة والانقباض مهما رأى منكرًا, ولا يفتح باب المساعدة على المنكرات البتة، بل مهما رأى ما يخالف الشرع والمروءة تنمر وامتعض؛ إذ حق الرجل أن يكون متبوعًا لا تابعًا، وقد سمَّى الله الرجال قوامين على النساء, وسمى الزوج سيدًا, فقال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} سورة يوسف, فإذا انقلب السيد مسخرًا, فقد بدل نعمة الله كفرًا. قال -عليه السلام: "لا يفلح قوم تملكهم امرأة" ٣.

الأدب الخامس: الاعتدال في الغيرة: وهو أن لا يتغافل عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، ولا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن, فقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تتبع عورات النساء"٤.

وقال -صلى الله عليه وسلم: "إن من الغيرة يبغضها الله -عز وجل


١ الحديث متفق عليه.
٢ الغزالي: إحياء علوم الدين ج٢/ ٤٦, طبعة مصطفى البابي الحلبي "١٣٥٨هـ-١٩٣٩م".
٣ رواه البخاري، من حديث أبي بكرة.
٤ رواه البخاري في الأوسط من حديث جابر.

<<  <   >  >>