وهنالك إخوان لنا في الجامعة الأمريكية يرون رأي الدكتور (فريحة)، ولكننا لن نثبت رأيهم هذا لأنهم لم يكتبوه بَعْدُ. فالدعوة إلى العامية وإلى الحرف اللاتيني قد انتقلت الآن من اليسوعيين إلى الجامعة الأمريكية. أما تعليقنا المفصل على هذه الحركة الجديدة القديمة فهو قسمان: قسم هو صلة ذلك بالتبشير، وقد مر الكلام عليه في أماكن مختلفة. ثم هنالك قسم يتعلق بالاقتراح من حيث هو اقتراح وما فيه من مآخذ فليس موضعه هنا. على أن ملاحظة واحدة ضرورية في هذا المقام: أن الدعوة إلى العامية وإلى الحرف اللاتيني معناها:
١ - خلق مشكلة لا حل مشكلة.
٢ - قطع حاضر العرب ومستقبلهم بماضيهم.
٣ - تنفيذٌ لمآرب تبشيرية استعمارية، لأن الأمر بدأ كذلك. ولا يمكن أن يكون سبب هذه الدعوة الآن غير سببها بالأمس.
٤ - أن كثيرًا من كتاب الدكتور (فريحة) لا صلة له بتبسيط العربية على الإطلاق، كجداول ضمائر الإشارة مثلاً. الدكتور (فريحة) يقترح لأسماء الإشارة: (ص ٣٣ - ٣٤) عددًا أكبر من العدد الذي تثبته كتب النحو المدرسية. إن الدكتور (فريحة) يريد أن يبرز أشكالاً كثيرة لضمائر الإشارة، كما يسميها هو، لكي يجسم مشاكل اللغة العربية الفصحى ومشاكل الكتابة بالحرف العربي توصلاً إلى الدفاع عن رأيه في اتخاذ العامية لغة كتابة وإحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي في الكتابة العربية.
وفي خلال ثلاث سنوات، أي منذ صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب، زاد نشاط الدكتور (أنيس فريحة) في حقل الدعوة إلى اللغة العامية. ولسنا الآن في سبيل استخراج صورة