كتاب جزء في بيع أمهات الأولاد

القسم الثاني: أحاديث صحيحة ليست صريحة في المسألة - الأدلة من المعنى - ص: 91

فباعوها، وأكلوا أثمانها» (١).

وأيضًا: (ق ١٩٨/ ب) فبيعُ أُمِّ وَلَدِه مَعرَّةٌ يُدْخِلُها عليه، وليس ذلك من مكارم الأخلاق، وقد جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ طريق جابرٍ، وأبي هريرة، ومعاذ: «إنَّ الله بعثني لأُتمِّمَ محاسنَ الأخلاق» (٢).

---

(١) أخرجه عبد الرزاق (٧/ ٢٩٦) رقم (١٣٢٤٨).
وسعيد بن منصور في «سننه» (٢/ ٨٧) رقم (٢٠٤٩) ت: الأعظمي، عن هُشيم.
وأبو بكر بن أبي شيبة (٦/ ٤٠٦) رقم (١٥٢٠) عن وكيع.
ثلاثتهم (عبد الرزاق، وهُشيم، ووكيع) عن عمر بن ذرٍّ، به.
قلت: عمر بن ذرٍّ: ثقة رُمي بالإرجاء، كما في «التقريب».
ومحمد بن عبد الله بن قارب، (ويُقال: محمد بن عبد الرحمن بن قارب): ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ١٤٦ - ١٤٧)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٧/ ٣١٩) -وسكتا عنه- وابنُ حبان في «الثقات» (٥/ ٣٧٢). وقال ابن حجر في «التقريب»: مقبول.
وأبوه: عبد الله بن قارب: ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٥/ ١٤١)، وأشار إلى قصته هذه مع عمر بن الخطَّاب، وقال ابنُ حبان في «الثقات» (٣/ ٢٤٠): له صُحبة. وانظر «الإصابة» (٤/ ٢٠٨) فالإسناد إذًا لا بأس به.
(٢) أما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبير» (١/ ١٦٣)، وأحمد (٢/ ٣٨١)، والبخاري في «الأدب المفرد» (ص ١٠٠) رقم (٢٧٣)، وفي «التاريخ الكبير» (٧/ ١٨٨)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (١/ ١) رقم (١)، والحاكم (٢/ ٦١٣)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (١٠/ ١٩١ - ١٩٢)، وفي «الجامع لشُعب الإيمان» (١٤/ ١٣٤) رقم (٧٦٠٨، ٧٦٠٩)، وابن عبد البر في «التمهيد» (٢٤/ ٣٣٣) من طريق محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، =
= عن أبي هريرة، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٩/ ١٥)، والسخاوي في «المقاصد الحسنة» (ص ١٨٠): رجاله رجال الصحيح.
قلت: محمد بن عجلان صدوق، اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة من طريق المقبري، وروى له مسلم استشهادًا. وانظر «تهذيب الكمال» (٢٦/ ١٠٥ - ١٠٦)، و «الكاشف» (٢/ ٢٠٠).
وأما حديث معاذ: فرواه أحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة في «مسنديهما» كما في «المطالب العالية» (١١/ ٤٥٠) رقم (٢٥٧٨)، وابن أبي الدنيا في «مكارم الأخلاق» (١٤)، والبزار «كشف الأستار» (٢/ ٤٠٧) رقم (١٩٧٣)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٢٠/ ٦٥ - ٦٦) رقم (١٢٠)، والبيهقي في «الجامع لشُعب الإيمان» (١٤/ ١٣٦) رقم (٧٦١١)، وابن عبد البر في «التمهيد» (٢٤/ ٣٣٤) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن مكحول، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، به.
ملاحظة: سقط اسم «مكحول» من مطبوعة «كشف الأستار» وكذا في «مختصر زوائد البزار» لابن حجر.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/ ٢٣): وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني؛ وهو ضعيف.
قلت: وشهر بن حوشب: صدوق كثير الإرسال والأوهام، كما في التقريب.
وأما حديث جابر: فرواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (٧/ ٧٤) رقم (٦٨٩٥)، والبيهقي في «الجامع لشُعب الإيمان» (١٤/ ١٣٥ - ١٣٦) رقم (٧٦١٠)، والبغوي في «شرح السنة» (١٣/ ٢٠٢) رقم (٣٦٢٢ و ٣٦٢٣) من طريق يوسف بن محمد بن=
= المنكدر، عن أبيه، عن جابر، به.
قال البيهقي: إسناده ضعيف.
قلت: وهذا الحديث ذكره مالك في «الموطأ» بلاغًا، وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٤/ ٣٣٣): «وهذا الحديث يتصل من طُرقُ صحاح عن أبي هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم». وكذا صححه العلامة الألباني في «الصحيحة» (٤٥).