للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند إكماله تاريخ بيهق سنة ٥٤٤ هـ «كان له من العمر أربع وخمسون سنة» ، وهذا يجعل ولادته قد حدثت سنة ٤٩٠ هـ، ويبدو أن السبب في عزوف السيد مشكاة عن هذه السنة هو عدم وجود يوم سبت فيها يقع في السابع والعشرين من شعبان. ولكن أليس ممكنا أن يكون التصحيف قد نال أيضا من «سابع عشرين شعبان» الواردة لدى ياقوت؟

نرجح بما يقرب من اليقين- إن لم يكن هو اليقين عينه- أن صواب العبارة هو:

«ومولدي يوم السبت تاسع عشر من شعبان سنة تسعين وأربع مئة» ، وان ناسخ المخطوطة قد أخطأ في كتابة «تاسع عشر من» فكتبها «سابع عشرين» وهي قريبة منها في الرسم، هذا أولا، وثانيا أخطأ في السنة فكتب «تسع» ثم استدرك فكتب «تسعين» ولكنه نسي أن يشطب الكلمة الأولى «تسع» فظلت الكلمتان متجاورتين مما حدا بناسخ آخر إلى أن يضع بينهما واوا حيث أصبحتا «تسع وتسعين» وهو رقم مغلوط بكل تأكيد. فكما مر بنا، لا يعقل أن يكون عمره سنة واحدة عند ما كان تلميذا في الكتّاب يوم قتل فخر الملك سنة ٥٠٠ هـ. وندعم ما نذهب إليه بما يلي:

١. قال فصيح الخوافي ضمن ذكره حوادث سنة ٥٤٤ هـ: «إتمام تاريخ البيهق (كذا) الذي كتبه أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي.. في محرم السنة المذكورة وهو ابن أربع وخمسين سنة» «١» . وذلك يعني أن فصيحا المؤرخ قد عدّ ولادته في ٤٩٠ هـ.

وسنؤجل الآن بحث التاريخ الذي انتهى فيه من تأليف تاريخ بيهق، وإن هذه المعلومات الدقيقة من ذكر الشهر والسنة ومقدار سني عمره، كلها دالة على أن هذا المؤرخ كان ينقل من مصدر موجود لديه عند تدوينه تاريخه.

٢. جرت العادة لدى نساخ المخطوطات أن تلتبس لديهم كلمة «تسع» و «تسعة» ب «سبع» و «سبعة» والعكس صحيح أيضا. وان تلتبس «تسع وتسعون» ب «سبع

<<  <   >  >>