قد كان لي فيما مضى حرمة ... أعلى من العيّوق والنّسر
فالآن قد آمل تجديدها ... لأقلب الشكوى إلى الشكر
يا من إذا رمت مدى مدحه ... ألفيت عجزي منتهى أمري
انظر إلى ألطاف ربّ العلى ... وارض به في العسر واليسر
الأديب علي بن أبي سهل الفسنقري «١»
كان أبوه من قرية فسنقر، اشتغل بالتعليم في قرية أشتر، وكان رجلا سليم القلب، من أكثر أهل الجنة، جلس على غصن شجرة توت ونشر أصل ذلك الغصن بالمنشار فانكسر، ووقع هو إلى الأرض ومات، هذا ليس غريبا على طيبة قلوب المعلمين، وكان ينبغي أن تلحق هذه الواقعة بتصنيف الجاحظ «٢» ، وقد اكتسب ابنه هذا نصيبا وافرا من الأدب، وكان مطبوعا في الشعر، قتل بنيسابور في الفترة الأولى على أيدي الغزّ في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة، من شعره:
[٢٣٩] هاج النزاع إليها صاحب وقفا ... فسال من غربنا قاني دم وكفا
ذكرت بالجزع ملهى ناظريّ به ... فظلت أجزع من تذكاره نكفا
فتى تشرّفت الدنيا بمنصبه ... لمّا أقام لدين المصطفى شرفا
لمّا غدت سنّة الإسلام عاطلة ... أضحت مساعيه في آذانها شنفا
يأبى لي الدهر أن أرضى بمنقصة ... وأن يكون سواك الدهر لي كنفا