لبيتي بابا أقيمت من كتاب الله، فأترك الأثاث واذهب بالسلامة. ففعل اللص ما أمره ولم يأخذ شيئا من الأثاث.
والأصل في هذه المسألة أن ذلك الأثاث كان من الحلال، وأن الرجل التّقيّ الطاهر قد قرأ هذه الآية مؤمنا بها مع حاجته إلى ذلك.
الفقيه أبو دجانة البيهقيّ «١»
ولادته في قرية ششتمد أيضا، وكان عالما وورعا وشاعرا، إلا أنه كان فقيرا معدما، وله ديوان شعر بالعربيّة، من أشعاره:
أبا دجانة إن الرزق مقسوم ... ومبتغي الرزق محدود ومحروم
وكلّ ما عمل المحروم من عمل ... وإن تنوّق فيه فهو مذموم
وله كتاب نفيس في الفلاحة، قال فيه: إذا أصبح الجو حارا وأكلت بهيمة رؤوس أغصان شجرة اللوز، فإن الشجرة تكون عرضة للشمس المحرقة فيصيبها العطش، ويصبح اللوز مرا؛ وإذا اشتد عود الشجرة في الصيف، وكانت زرعت حديثا، وسقيت في فترات متباعدة، كان اللوز مرا. وإذا لم يزرع اللوز في شهر آذر [- كانون الأول] ولم يقطف في ربيع السنة التالية ولم ينقل إلى مكان آخر، ذهب الجهد المبذول سدى ولم تثمر شجرة اللوز «٢» .