قضى هذا السيد عمره بالصلاح والعفة والمروءة، وسافر كثيرا واختلط بالمشايخ، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى سعيدا مغفورا له في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وقد قلت في رثائه بضعة أبيات، كان آخرها:
وإني ناثر درر المآقي ... على قبر بهاء الدين فيه
وتبلغ أشعار ابنه كمال الدين أبي الحسن «٢» زبارة مجلدات بالعربيّة والفارسيّة، منها هذه الأبيات المشهورة:
الله يشهد أنّا معشر نجب ... حلت بعقوتنا العلياء والكرم
ما ضرّنا أننا قلّت دراهمنا ... والبيت منزلنا والحلّ والحرم
بيوتنا بنيت للمجد مذ بنيت ... ترى لديها رقاب المال تهتضم
فقل لمعتسف يرجو اللحاق بنا ... تسعى كثيرا وعقبى سعيك الندم
وكان أخوه السيد الإمام الرئيس الزاهد ضياء الدين علي «٣» ، نقي الجيب، مأمون الغيب، محروسا عن العيب، زيّن عمره بمكارم الأخلاق، من منظومه هذه الأبيات في وصف التفاح:
أهدى إليّ بهاء الدين من لطف ... تفاحة قطفت من خدّ مهديها
وجدت طيب سجاياه العذاب إذا ... شممتها وغدت للروح تحييها
مهما نظرت إليها قلت من عجب ... سبحان خالقها سبحان باريها