للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بهم في السجن، بينما شرد بعضهم في بقاع العالم. وعهدت بكل الوظائف والأعمال إلى الغلمان والموظفين الخراسانيين الأطهار الذي كانوا إما حنفية أو شافعية. وكلا الطائفتين عدو للرافضة والخوارج والباطنية ومؤيد للترك. حتى لم أدع ولا كاتبا عراقيا»

يخط بقلمه على الورق، لعلمي أن كتاب العراق منهم ويشغبون عليهم.

ليخلو العراق بهذا الإجراء وبمرور الأيام من سيئي الدين» «٢» .

لقد أورد هذا النص الوزير نظام الملك في كتابه سياست نامه وهو الكتاب الذي أراده مرشدا للقيادات العسكرية والسياسية في إدارة شؤون البلاد. ومعلوم أن نظام الملك وأبناءه وأحفاده اشتغلوا جميعا وزراء وموظفين في البلاط السلجوقي على تعاقب سلاطينه. ولذا فإن انتماء مؤلفنا الأسري وشغله هو لمنصب القضاء خلال العهد السلجوقي وعلاقته بالسلطان سنجر، تنفي عنه احتمال كونه شيعيا. ومما يدعم هذا الرأي قول البيهقي في افتتاح الجزء الثاني من كتابه غرر الأمثال بعد حمد الله:

«والصلاة على محمد خاتم أنبيائه، وعلى الصديق والفاروق وذي النورين والمرتضى، وسائط قلائد أوليائه» «٣» . وعلى هذا يمكن القول إن البيهقي كان محبا لأهل البيت وإن هذا لا يعني بالضرورة كونه إماميا.

[هل كان البيهقي حنفيا أم شافعيا؟]

يدلل وجود كتابين للبيهقي أحدهما في مناقب الإمام أبي حنيفة والآخر في طبقات الشافعية، على صلة له بهذين المذهبين، لكنها صلة ظلت غامضة لأسباب منها عدم العثور على الكتابين حتى الآن لمعرفة المزيد عن هذه الصلة، ومنها أن مؤلفي

<<  <   >  >>