سمّيت بالوصف حقا واكتنيت به ... أحسن أبا حسن واعل الأنام علي
وليس يأتلف الإحسان في رجل ... حتى يؤلّف بين القول والعمل
وأنت بحر يعمّ العالمين جدى ... فجدبنا بنداك الغمر لا الوشل
نرمي علاك بسهم من مدائحنا ... وليس يخطئ رام من بني ثعل
ناصح الدين إبراهيم بن علي النظام الكاتب البيهقيّ «١»
كان كاتب ملكة الأرض تركان خاتون زوجة السلطان الأعظم السعيد سنجر بن ملك شاه «٢» رحمهم الله، وكان ذا قدرة وثراء وجاه عريض، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى، بعد أن عوفي من مرض سابق، يوم السبت الثاني عشر من صفر سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة. ولد بقرية فريومد، ونشأ في مرو ولشكرماه، ومن شعره:
أبو طاهر صدر وفى لعبيده ... وسادتنا من بين واف وغادر
وهبك عن الإمساك تعجز معذرا ... ألست على تسريح مثلي بقادر؟
والعقب منه «٣» : الأمير الإمام الأجل مجد الدين علي، وعلاء الدين محمود، ومن أحفاده: الصدر الأجل منتجب الدّين سيد الكتاب علي بن أحمد الكاتب السّلطانيّ، ومن منظوم الإمام نظام الدين:
[٢٥١] دون الحلول على الكثيب الأدعج ... وخز الصدور مع الغرام المزعج
تلك الربوع بآهلات رسومها ... لا زلن في زمن الربيع المبهج
الله أكرمنا وأكرم سعينا ... وأحلّنا دار الكرامة في المجي
يأوي الهدى منه إلى متعبّد ... ماضي العزائم في الأمور ملجّج