أما نوشروان بن كيقباد فقد كان الملك العادل من بينهم، ولذلك قال النبي عليه السلام:«ولدت في زمن العادل نوشروان «١» » . وعند مضي تسعة أعوام من حكمه، ولد المصطفى عليه السلام.
وذكروا أن ساسويه بن شابور الملك هو الذي بنى سبزوار، وسابور هو الذي بنى نيسابور، وكان اسم هذه المدينة بناسابور، إلا أن الألف والباء أسقطا، وأبدل الألف ياء، لأن ني باللغة البهلوية بناء، ونيسابور، تعني بناء نيسابور.
أما ساسان قاريز، فقد كانت ساسوقاريز، وسبزوار كان أصلها ساسويه آباد وقيل إن ابن ساسويه هذا هو يزد خسرو الذي بنى مدن: خسرو شير جوين وخسرو آباد بيهق وخسرو جرد وكان الحاكم بنيسابور في قديم الأيام من أبنائه، وهو الحاكم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن السري بن يزد خسرو بن ساسويه بن سابور الملك «٢» ، وله عقب بنيسابور، وقد توفي الحاكم أبو الحسين بنيسابور في رمضان سنة سبعين وثلاث مئة وهو ابن تسعين سنة، وكان أعقابه من المعمرين، ولم يكن فيهم من عاش أقل من تسعين سنة، وتجاوز الكثير منهم سن المئة سنة.
وقد أصبحت سبزوار مدينة كبير مكتظة بالأشجار المثمرة الوارفة الظلال، والناس هناك يسمونها سابزوار، أي الملائمة، كما نسبوا نيسابور من حيث التأسيس إلى سابور الملك، إلا أنهم سموها نيسابور كما أوردنا ذلك.