الله «١» ونقرأ تواريخ وفيات بعض معاصريه خلال السنوات ٥٥٦ و ٥٥٧ هـ، ثم نجد إشارته إلى كتابه لباب الأنساب «٢» ، ومعلوم أنه انتهى من تأليف كتابه هذا سنة ٥٥٨ هـ «٣» .
وهذا دال على أنه كان في سنة ٥٥٨ هـ أو ٥٥٩ هـ كما ذكر في موضع آخر من نفس كتابه هذا- قد كتب مؤلفه تاريخ بيهق وأنه ظل يضيف إليه حتى سنة ٥٦٣ هـ. ولعل أفضل مثال لهذه الإضافات التي ظل المؤلف يثري بها كتابه، الواقعتان التاليتان اللتان تداخلت عباراتهما وإحداهما حدثت سنة ٥٣٦ هـ، والأخرى في ٥٦٠ هـ:
«أعجوبة: بدأ هطول المطر من السادس من حزيران سنة ست وثلاثين وخمس مئة حتى الثامن من غير انقطاع. وكانت الشمس في الدرجة الثالثة من الجوزاء. فحدث من الخراب في المدينة ما يعجز البيان عن وصفه، وكانت الشمس في آخر الحوت. ونزل الثلج ليومين وليلتين، وتواصل انجماد الصقيع مدة أسبوع. وكان ذلك من عجائب الدنيا. وقد بلغ البرد حدا دمر معه كثير من النبات والأشجار في هذه الناحية وذلك سنة ستين وخمس مئة «٤» » .
وأما الفصل التاريخي الخاص بوقائع مجيء إيل أرسلان بن خوارزم شاه آتسز إلى سبزوار سنة ٥٦١ هـ ثم الخطبة له بنيسابور سنة ٥٦٢ هـ، فواضح أنه قد كتب على عهد هذا الأمير الذي امتد حكمه حتى سنة ٥٦٧ هـ «٥» ، وذلك أنه جاء بعد اختتام فصل الوقائع التاريخية بفاصلة طويلة والدخول في عناوين مثل الأشياء التي تنفرد بها بيهق