وإذا جددت فكلّ شيء نافع ... وإذا حددت فكل شيء ضائر
وإذا أتاك مهلّبيّ في الوغى ... في كفه سيف فنعم الناصر
وقد أعاد سليمان بن عبد الملك في أيام خلافته، إمارة خراسان ليزيد بن المهلب، فأرسل ابنه مخلد بن يزيد نائبا عنه، ثم التحق في أثره، وقد فتحت على يده جرجان ونسا وأبيورد.
قال محمد بن جرير رحمه الله: قيل إن أهل خراسان قد سبحوا في بحار السرور لدى قدوم يزيد بن المهلب، ونثروا الرياحين في الصحارى والمدن التي كان يمر بها، كما نثروا الدراهم والدنانير ابتهاجا وحاز رعاياه [٨٨] طائر السعادة بأيديهم، وصارت أيامهم أعيادا وأفراحا. ولبس أحباؤه الأمان، وتجرع أعداؤه السم القاتل، وقد قيل فيه «١» :
وإذا الملوك رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار
وإذا الفحول سمعن صوت هديره ... بصبصن ثم قذفن بالأبعار
ولقد رجعت وإنّ فارس كلّها ... من كردها لخوائف المرّار
فتركت خائفها وإن طريقه ... ليجوزه النبطي بالقنطار
ولما أفضت الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز، رحمهما الله، عزل عمر بن عبد العزيز، يزيد بن المهلب عن إمارة خراسان، وفوض إمارتها إلى الجراح بن عبد الله وأمر بحبس يزيد بن المهلب، أما ابنه مخلد بن يزيد، فقد حبسه أمير خراسان الجراح بخراسان، ثم بعث به مقيدا إلى عمر بن عبد العزيز بدمشق وفي الطريق، وزع مخلد- وهو في القيد- ثمان مئة ألف درهم على الفقراء والمحتاجين والصلحاء.