للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنادمته، قال:

* أنت الملك الذي أشار النبي ... إلى ملك أمته في آخر الزمان

أنت الفخر إلى يوم القيامة ... فأصلك وجوهرك من ألب أرسلان

واتفق أنني ذهبت في ذلك اليوم إلى الحضرة وقلت خطبة افتتحتها بهذا الحديث:

«زويت لي الأرض، فأريت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها» «١» ، وشرحت ذلك بأن وصول ظلال الرايات السّلطانيّة إلى أطراف وأكناف العالم هو معجزة المصطفى، وأنه عليه السلام قد أنبأ بهذا.

ثم إن الأمير محمدا رحمه الله، مرض في مسجد بناه صاحب جيش الإسلام عبد الله بن عامر بن كريز، في رزناباد الأعلى بناحية جوين، فلما نقل إلى قنوز آباد جوين، قضى نحبه وانتقل إلى العقبى في يوم الثلاثاء غرة ربيع الأول سنة سبع وعشرين وخمس مئة، ومات أخوه الأمير أبو علي في صفر سنة عشرين وخمس مئة، وكنت عند وفاة محمد في مدينة الري، وكتب لي صديق خبر وفاته في هذين البيتين:

* ذهب أمير العالم وخلّف اسمه المحمود ... وفي الجنة، قرأ منشور الدولة الأبدية

لم ير العالم مثل ذاته ما دام حيا ... إذ لم يبق في العالم رجل له هذه الذات

والعقب من الأمير الإسفهسالار الرئيس الأجل ضياء الدين: ملك الرؤساء أبو الحسن [١٠١] زنكي، وكانت ولادته في شهور سنة ست عشرة وخمس مئة، والعقب منه: الأمير محمد، وبنات درجن؛ والأمير الرئيس مؤيد الدين الحسن، وكانت ولادته في سنة ست عشرة وخمس مئة، وأمه أم ولد أخرى، والأمير الرئيس الأجل علي، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.

<<  <   >  >>