للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن منظومه، قوله وهو يناجي ربه:

فما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن

خلقت العباد على ما علمت ... ففي العلم يجري الفتى والمسن

فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن

قال الأديب الكرّابيّ: إن قول المرء مخبوء تحت لسانه «١» ، مأخوذ من قول الحق تعالى إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ

«٢» .

وروى الإمام الكرّابيّ هذا أنه كان لسفيان الثّوريّ مجلس، كان الأخفش فيه حاضرا، فقال الثّوريّ: ماذا تقول في الفردوس، أمذكر هو أم مؤنث؟ فقال الأخفش إنه مذكر.

فقال الثّوريّ: إن الحق تعالى يقول: الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ

«٣» فقال الأخفش: إن المراد بذلك الجنة، و (ها) عائدة إلى الجنة.

فقال الثّوريّ: ولماذا قيل الفردوس الأعلى، ولم يقولوا الفردوس العليا؟

فقال الأخفش: أعلى على زنة أفعل، وليس فعلى.

قال مصنف هذا الكتاب: رأيت كثيرا في الكتب أن فردوس، معرّب كلمة بروست وفروست وهو بالفارسيّة نوع من أنواع البساتين «٤» ، والله اعلم.

<<  <   >  >>