وكانت شقيقة السلطان سنجر، تزوجها مسعود بن إبراهيم الغزنوي عقب توليه الحكم سنة ٤٩٢ هـ، ويستفاد من حديث البيهقي عن مكتبتها أنها كانت عامة وأنها بنيسابور.
٣. مكتبة مسجد عقيل أحد مساجد نيسابور الشهيرة وكانت تعقد فيه مجالس الإملاء والوعظ ودروس الفقه «١» .
وقد احترقت المكتبتان خلال اجتياح الغزّ المدمر لإقليم خراسان الذي بدأ سنة ٥٤٨ هـ، وأحرقت فيه المكتبات والجوامع والأسواق والدور، وقتل فيه الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال بلا رحمة، كما قتل جمع غفير من علماء هذا الإقليم وأدبائه وشعرائه، فقد قتلوا مثلا «سكان مدينة طوس بأسرهم وعند عودتهم منها ارتكبوا مجزرة بنيسابور بحيث أحصي من قتلوه في محلتين فقط من محالها من الرجال والنساء والأطفال فكان خمسة عشر ألف إنسان «٢» » . يقول السمعاني عن المحدثة عائشة النيسابورية:«فقدت في أيام الفترة وإغارة الغز منتصف شوال سنة ٥٤٩ هـ، ولا يدرى أأحرقت أو قتلت في العقوبة وأكلتها الكلاب «٣» » .
ومن المصادر التي أعتمدها البيهقي في تأليف كتبه مؤلفات عين الزمان الحسن بن علي القطان المروزي التي عثر على بعضها عقب تلك الغارة أو «الفتنة العمياء التي لم يبق فيها بنيسابور بيوت كتب ولا واحد «٤» » . ولقد مات القطان هذا ميتة مأساوية خلال ذلك الهجوم، يقول ياقوت: «مات مقتولا، قتله الغز لما وردوا خراسان وتغلبوا على مرو فقبضوا عليه في من قبضوا، فجعل يشتمهم وجعلوا يحثون التراب في فمه حتى