[٢٢٦] فأمر عميد خراسان بإكرامه والإنعام عليه، وامتلك من تلك العطية فرسا وثيابا وغلاما، وتصل بخدمة الملك جلال الدين بوري برس بن ألب أرسلان، ولم يمض وقت طويل، حتى ألحق الملك أرغو الهزيمة بأخيه الملك بوري برس، عند مدخل مرو قرب قرية دريجه «١» ، فلبس ظهير الملك ثوبا خلقا والتجأ إلى أخيه شمس الأئمة، وبقي متواريا في مدرسته بسرماجان إلى أن هدأت تلك الفتنة.
كان أول عمل خطير أسند إليه هو تعيينه حاكما على هراة خلال عهد السلطان سنجر رحمه الله «٢» ، ثم رقي بعدها إلى وزارة الأمير الإسفهسالار عز الدين طغرلتكين «٣» ، ومنها إلى وظيفة استيفاء المملكة.
كان رجلا جوادا باذلا، ما أنصفه الدهر، قال في شكوى الزمان:
تراجعت الأمور على قفاها ... كما يتراجع البغل الجموح
وتستبق الحوادث مقدمات ... كما يتقدم الكبش النطوح
وآخر أعماله سفره إلى العراق حيث أسندت إليه أعمال العراق وبغداد، فذهب إلى بغداد، وباشر أعماله منذ شهور سنة سبع عشرة وخمس مئة في العراق، بينما كان ابنه مجير الدين محمد يدير أعمال الري، ولم ينتقل من هناك حتى سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، إذ قدم الأب والابن إلى الحضرة السّلطانيّة، ثم أنهما استشهدا في