اتصل بخدمة تاج الملك «١» بأصفهان، وكانت الوزارة قد أعطيت له بعد مقتل نظام الملك.
وقد ابتلي أصحاب القلاع «٢» في تلك الأيام بالقتل والإحراق، فحدث أن رأى الحكيم المعموريّ هذا في قياس طالعه، أن التسيير من درجة الطالع والهيلاج والكدخداه قد وصل كل منها إلى ثلاثة قواطع، حيث اتصلت [بجرم نحس وشعاع نحس، فخاف ذلك الاتصال «٣» ، فخرج من دار السلطان وكان فيها محترما مكفيّ المؤونة] ودخل دار صديق له وانزوى في زاوية بيته، بمكان مظلم مبالغة في الاحتياط والحذر.
فلما أخذ الغوغاء أصحاب القلاع، علت النساء السطوح للنظر، فعثرت عليه امرأة على سطح ذلك البيت الذي كان فيه مختبأ فصاحت إن احد أصحاب القلاع في هذا البيت- لأنه لم يكن أحد يختبأ في تلك الأيام إلا من كان من أفراد هذه الطائفة- فهجم الغوغاء على الدار وقتلوه، فوصل الخبر إلى تاج الملك الذي جاء مع أئمة أصفهان [٢٣٤] وصلّوا عليه، وأقاموا مجلسا للعزاء.