السعادة لا تغادره كالصدق من الحق ... والشرف لا ينفصل عن جوهره كالنور من النار
ليس من بني البشر من لم يثن عليه ... ذلك أن الثناء عليه جوهر الكلام
فليكن قلبي هو الذي يقبّله ... لأن محبته استقرت فيه
عند ما طلع خاتم سعادته، وفلك حساب سيادته، في حرب الأحزاب، أخبره سلمان الفارسيّ رحمه الله، بأن من رسوم العجم إذا داهمهم جيش جرار كالسيل، وكحلكة ليل الأجل في سعته وانتشاره؛ فلا يقر للمقاتلين قرار إلا على مراكب شجاعتهم، وإلا أن تصاب نياط القلوب في زوايا خبايا الصدور بضربهم وطعنهم:
مغموسة في النصر يصدر عن يد ... مملوءة ظفرا يروح ويغتدي «١»
****
في فعالهم كفعل السم في الكبد ... وفي كثرتهم ككثرة الذرات في الهواء
لا تؤثر فيهم طوارق الحدثان ... ولا يسعهم العالم الفسيح
جاءوا يحملون السيوف والحراب ... لا بسين الدروع والمغافر
أي جيش هذا الذي أحل لنفسه الدم ... كما أحلّ له حليب الأم؟
أيوجد دنس في طباع هؤلاء القوم ... الذين الآجال أحلى لديهم من الآمال؟
عند ما يقصد- أي ذلك الجيش- المدينة، [١٥] ولا يقوى سكانها على مقاومته عند اختلاط الكتائب، واختراط القواضب، وتمكين الرماح من الصدور، والسيوف من المفاصل والأعضاء، ولا يجدون ملجأ وموئلا ومعقلا يلجأون إليه: