فلقد كان الخلاف بين هذه النسخ بعيدا يحتاج إلى الرجوع إليها جملة مع كل كلمة- ولقد كانت النسخة المصرية الشنقيطية (ق) هي أقربها دائما إلى الصواب- كما قدمنا- تجد ذلك في إشارات كثيرة، كما كانت أبعدها من الحشو، وتخففا من الزيادات والعناوين الدخيلة المضطربة.
وما نشك أن الكتاب تعرّض لكثير من الفساد، نسخه الخطية ونسخه المطبوعة، وكان استخلاص هذا منه واستصفاؤه وتحريره شيئا يحتاج إلى الرجوع إلى الأصول، ثم إلى مراجع كثيرة.
وكان لا بد من شرح وتعليق يجلو كثيرا من مبهمات الكتاب ومشكلاته، كما كان أن لا بد من تعريف برجال السند لنستوثق من اتصال السند وأنه غير منقطع، وأنه لا تدليس فيه.
كما كان التعريف بغير رجال السند واجبا للتثبت منهم، ولتخليص أسمائهم من تحريف وقع فيها.