للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من ثمرها فأكلت وأطعمت بعلها، فانفتحت أبصارهما وعلما أنهما عريانان، فوصلا من ورق التّين واصطنعاه أزرا. ثمّ سمعا صوت الله عزّ وجل في الجنة حين نور [١] النهار. فاختبأ آدم وامرأته في شجر الجنة. فدعاهما الله تعالى. فقال آدم: سمعت صوتك في/ ٨/ الفردوس ورأيتني عريانا فاختبأت منك. فقال:

ومن أراك أنك عريان؟ ها، [٢] لقد أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها. فقال:

إنّ المرأة أطعمتني. وقالت المرأة: إنّ الحية أطعمتني. فقال الله عز وجل للحية:

من أجل فعلك هذا أنت ملعونة، وعلى بطنك تمشين، وتأكلين التراب، وسأغرى بينك [٣] وبين المرأة وولدها، فيكون يطأ رأسك، وتكونين أنت تلدغينه بعقبه. [٤] وقال للمرأة: وأنت فأكثر أوجاعك وأحبالك. [٥] وتلدين الأولاد بالألم، وتردّين إلى بعلك فيكون مسلّطا عليك. وقال لآدم: ملعونة الأرض من أجلك، وتنبت الحسك «١» [٦] والشوك، وتأكل منها بالشقاء ورشح وجهك وجبينك. حتى تعود إلى التّراب من أجل أنك تراب.

وسمّى الله عزّ وجلّ امرأته حوّاء، لأنها أمّ كل حىّ، وألبسها وإياه سرابيل من جلود.


[١] ط، م: «بورك» - ب، ل، «تورك» . والّذي في التوراة: «عند هبوب ريح النهار» .
[٢] ب، ط، ل: «بها» .
[٣] ب: «ولأجعلنّ عداوة بينك» .
[٤] ب، ط، ل: «يطئون رأسك وتكونين أنت تلدغينهم بعقبة نفسك بفيك» . والّذي في التوراة- الإصحاح الثالث- الآية: ١٠: «هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه» .
[٥] ب، ط: «وأعلالك» . والّذي في التوراة: «وقال للمرأة: تكثير، أكثر أتعاب حبلك» .
[٦] كذا في ب. وهي رواية التوراة- م: «الجاج» بجيمين- سائر الأصول: «الحاج» بمهملة ثم معجمة.