للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال: إنّ آدم قد علم الخير والشر، فلعلّه يقدّم [١] يده ويأخذ من شجرة الحياة فيأكل منها فيعيش الدّهر. فأخرجه الله عزّ وجلّ من مشرق جنّة عدن إلى الأرض التي منها أخذ.

فهذا ما في التوراة. «١» وأمّا وهب بن منبّه «٢» فقد ذكر:

أنّ الجن كانوا سكان الأرض قبل آدم، فكفرت طائفة منهم فسفكوا الدماء، فأمر الله عز وجل جندا من الملائكة من أهل السماء الدّنيا- منهم إبليس، وكان رئيسهم- فهبطوا إلى الأرض فأجلوا عنها الجان، واستشهد على ذلك بقوله تعالى:

وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ من قَبْلُ من نارِ السَّمُومِ ١٥: ٢٧ «٣» أي من قبل أن نخلق آدم. فألحقوهم بأطراف التّخوم وجزائر البحور [٢] . وسكن إبليس والجند الذين معه عمران الأرض وأريافها. وكان اسم إبليس: عزازيل. «٤» [٣] ثم ذكر خلق الله تعالى آدم، وقال: ثم كساه لباسا من ظفر. «٥» [٤] ويزداد اللباس جدة في كل يوم وحسنا. فلمّا أكلا من الشجرة انكشط عنهما اللباس، وكان


[١] ب، ل: «يقوم» . والّذي في التوراة: «يمد» .
[٢] و: «البحر» .
[٣] ب: «عزازير» .
[٤] كذا في م. والّذي في سائر الأصول: «ظفره» .