والحديث طويل عن بناء أبى جعفر لبغداد، وما أعدّ لذلك، وما أنفق فيه، والحال التي أنشأها عليها، ورسمها لها، ساقه ياقوت في: معجم البلدان، واليعقوبي في كتابه: البلدان، والطبري في تاريخه، وابن الأثير في كتابه: الكامل، وابن الخطيب في كتابه: تاريخ بغداد، والاصطخرى، وابن حوقل، والمقدسي، والبلاذري، وابن جبير، وابن بطوطة، ثم عليّ ظريف الأعظمي في كتابه:«مختصر تاريخ بغداد القديم والحديث»«١» ، وكارل بروكلمان في كتابه: تاريخ الشعوب الإسلامية «٢» ، والخضرى في كتابه: تاريخ الأمم الإسلامية «٣» .
وتبقى «بغداد» مقام الخلفاء العبّاسيين حتى أيام المعتصم باللَّه محمد بن هارون الرشيد (٢١٨ هـ- ٢٢٧ هـ) ويكثر المعتصم من الجند الأتراك حين يسوء ظنّه بالعرب من حوله، وتضيق «بغداد» ذرعا بهؤلاء الجند، ويرى «المعتصم» أن لا غنى له عنهم، ولا مقام له ببغداد بهم، فيخرج بهم من «بغداد» إلى «سرّ من رأى» التي ابتناها وجعلها دارا للخلافة، وكان ذلك سنة ٢٢١ هـ «٤» .
ويثور الجند الأتراك بالخليفة المهتدي باللَّه ويقتلونه، ويلتفون حول «المعتمد على الله العباس بن أحمد» ويقيمونه خليفة (٢٥٦ هـ- ٢٧٩ هـ) .
وقبل وفاة «المعتمد» بعام- أي سنة ٢٧٨ هـ- يعود إلى «بغداد» ويجعلها دارا للخلافة كما كانت من قبل.