وفيه قتل «جحدر» ، قتلته النساء، وذلك أنه لم يحلق شعره، فلم يعرفنه.
ولم يكن بعد هذا اليوم. يوم مذكور، وإنما كان بينهم تغاور وتطرف، ولم يقتل «جساس» إلى أن انقضى ما بينهم.
حرب داحس والغبراء:
وهذه حرب كانت بين «عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان» ، وبين «دبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن بن سعد بن قيس عيلان» .
وسببها أن «قيس بن زهير بن جذيمة العبسيّ» ، و «حذيفة بن بدر الذّبيانى» ، تراهنا على خطر عشرين بعيرا، أيهما سبقت خيله أخذها من صاحبه، وجعلا الغاية مائة غلوة، والمضمار أربعين ليلة، والمجرى من «ذات الإصاد»«١» ، فأجرى «قيس»«داحسا» و «الغبراء» ، وأجرى «حذيفة»«قرزلا» - ويقال: الخطّار، والحنفاء- فوضعت «بنو فزارة» - رهط «حذيفة» - كمينا على الطريق، فردّوا «الغبراء» ولطموها، وكانت سابقة. فقال «قيس» : سبقت. ودفعوه عن ذلك، فوقع بينهم الشر. فقال «قيس» : أعطونا بعيرا واحدا ننحره لأهل الماء. فقال «حذيفة» :
ما كنا لنقر لكم بالسبق. فلما رأى ذلك «قيس» رحل عنهم مفارقا لهم. ثم إن «قيسا» ، بعد ذلك بحين، أغار عليهم، فلقى «عوف بن بدر» أخا «حذيفة»