أنه من «بنى قنص بن معد بن عدنان» ، وأنه زوّج «عدي بن نصر» أخته «أم عمرو» ، وهو سكران، وأدخله عليها فوطئها، فلما صحا ندم على ذلك، وأمر ب «عدي» فضربت عنقه. وحملت أخته ب «عمرو بن عدي» ، فأحبه وعطف عليه، وإن الجن قد استهوته، فعظم فقده عليه، وجعل لمن أتاه به حكمه. فردّه إليه بعد زمان، «مالك» و «عقيل» ، واحتكما منادمته. فيقال: إنهما نادماه أربعين سنة، وحدّثاه، فما أعادا عليه. فلما ردّاه طوّقته أمه بطوق، فلما رأى خاله الطوق واللحية، قال: شب عمرو عن الطوق. فذهبت مثلا.
وخطب «جذيمة»«الزباء» ، وكانت ابنة ملك «الجزيرة» ، وملكت بعد زوجها، فأجابته، فأقبل إليها، فلما دخل عليها قتلته، فطلب «عمرو» ابن أخته، و «قصير» غلامه بثأره، فقتلاها، وخلّفا في بلدها رجلا، ورجعا بالغنائم. فذلك أوّل سبى قسم في «العرب» من غنائم «الروم» . وكان ملك «جذيمة» ستين سنة.
عمرو بن عدي:
وملك بعده «عمرو بن عدي» ، ابن أخته، فعظّمته الملوك وهابته، لما كان من حيلته في الطلب بثأر خاله، حتى أدركه.
وكان ملكه نيفا وستين سنة.
امرؤ القيس:
وملك «امرؤ القيس بن عمرو بن عدي» - ويقال: بل ملك «الحارث ابن عمرو بن عدي» - ويقال: إنه هو الّذي يدعى: محرقا. وفيهم يقول الأسود بن يعفر: