وجاء فهرست الخزانة الظاهرية بدمشق يؤكد هذا، فقد ذكر (برقم ٨٠ تاريخ) كتابا باسم: تاريخ ابن قتيبة.
وظل الناس في شك من هذا حتى أتيحت فرصة للأستاذ إسحاق الحسيني، وهو يضع بحثه، أن يرى النسخة ويدرسها، فيتضح له أنها كتاب المعارف نفسه «١» .
ولعل سابقا قرأها فعرف أنها شيء في التاريخ، وأنها لابن قتيبة، فعنونها بهذا الاسم.
ولعل ابن قتيبة أوّل من سمى كتابا بهذا الاسم- أعنى: المعارف- فما بعلمه لمتقدم سبق ابن قتيبة، ولكنا نعلمه لمتأخرين جاءوا بعده، فأبو الفتح ناصر بن محمد (٤٤٤ هـ) له كتاب بهذا الاسم، وللغزالى أبى حامد محمد بن محمد (٥٠٥ هـ) كتاب: المعارف الفعلية، ولمحمد بن عبد الملك الهمدانيّ (٥٢١ هـ) أيضا كتاب:
المعارف في التاريخ «٢» ، ولأبى الغنائم سعيد بن سليمان الكوفي (٦١٦ هـ) كتاب اسمه:
معارف القلوب بذكر كشف الغيوب. وللإمام النقشبندى أحمد بن عبد الأحد (١٠٣٤ هـ) كتاب اسمه: المعارف الدينية.
والقصد من هذه التسمية ألوان مختلفة من المعرفة، وضمها بعضها إلى بعض، قد تتسق ويصل بعضها ببعض رابط ما، وقد تختلف وحسبها أن اسم المعارف يجمعها.
غير أن ابن قتيبة، وإن كان السابق في ابتداع هذا الاسم وجعله عنوانا للكتاب، فقد كان مسبوقا في هذا اللون من التأليف، فلوكيع القاضي محمد بن خلف كتاب