للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريف، يجرى «المعارف» لابن قتيبة مجراه «١» . ووكيع من شيوخ ابن قتيبة، حدث عنه وروى في كتابه «عيون الأخبار» في أكثر من موضع: «٢» ولمحمد بن حبيب البغدادي (٢٤٥ هـ) كتاب اسمه: المحبّر، يكاد تتفق كثرة من أبوابه مع أبواب كتاب «المعارف» وإن اختلفا في السرد. حتى لقد قيل:

إن ابن قتيبة نقل كتابه «المعارف» منه. ففي مقدمة «الفاخر» للمفضل ابن سلمة: «عن أحمد بن عبيد الله بن أحمد قال: أملى علينا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي رحمه الله هذا الكتاب. وكان سبب إملائه إياه علينا أن رجلا ممن كان يحضر مجلسه، يحضر مجلس أبى بكر محمد بن القاسم الأنباري. رحمه الله. فرأى يوما في يده كتابا، فأخذه يقرؤه، فوجده مجلدا من كتاب الزاهر «٣» ، فقال: هذا منقول من كتاب الفاخر للمفضل بن سلمة، كما نقل أبو محمد بن قتيبة كتابه المعارف من كتاب المحبر لابن حبيب» .

ونجد مؤلفا معاصرا- هو ابن رسته أبو على أحمد بن عمر- قد ضمن كتابه «الأعلاق النفيسة» جملة من الأبواب التي انتظمها كتاب «المعارف» ، فتحدّث عن:

الأوائل، والأشراف، وأهل العاهات، وأسماء المعلمين، ومن توالوا في نسق واحد.

يكاد يكون المكتوب هنا هو المكتوب هناك، مع اتفاق في المنقول عنهم.

وكما حاكى ابن قتيبة غيره ونقل عنه- إن صح هذا- حوكى ابن قتيبة في كتابه «المعارف» واحتذى حذوه. فابن الجوزي (٥٩٧ هـ) كان في كتابه «تلقيح فهوم الأثرة في التاريخ والسيرة» مصطنعا نهج ابن قتيبة في كتابه «المعارف» وجاريا فيه على أسلوبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>