للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البعير، ثم قيده في الشجرة، ثم تنحى عنّي إلى شجرة فاضطجّع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلي بعيري فقدّمه، فرحّله ثم استأخر عني، وقال: اركبي، حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، قال: زوجك في هذه القرية، وكان أبو سلمة بها نازلًا، فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعًا إلى مكة، فكانت تقول: والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبًا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة.

وعندما أراد صهيب الهجرة، قال له المشركون: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك، والله لا يكون ذلك، فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟ قال: فإني جعلت لكم مالي، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ربح صهيب)).

استئذان أبي بكر الرسول -صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وتآمر قريش على قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

فكّر الصديق -رضي الله عنه- في الهجرة، وعندما أراد أن يهاجر طلب منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الانتظار؛ ليصحبه في هجرته عندما يؤذَن له بذلك، فأخذ الصديق في الاستعداد لهذه الهجرة، فاشترى راحلتين، وظلّ يعلفهما لمدة أربعة أشهر.

وقد روى الحاكم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل -عليه السلام-: ((من يهاجر معي؟ قال: أبو بكر الصديق))، وفي بعض الروايات أنَّ أبا بكر كثيرًا ما يستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة، فيقول له: ((لا تعجل، لعلّ الله يجعل لك صاحبًا)) فيطمع أبو بكر أن يكون هذا الصاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

عندما علم المشركون بما تمَّ في بيعة العقبة الثانية، وعندما رأوا المسلمين يهاجرون إلى المدينة، شعروا بالخطر من تجمُّع المسلمين بالمدينة، وخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليهم،

<<  <   >  >>