فيهم، ويعطَى كل واحد منهم سيفًا صارمًا، فيضربون جميعًا بأسيافهم محمدًا ضربة رجل واحد؛ ليتفرق دمه بين القبائل، ولا يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، فيرضوا بالدية، وأيّد النجدي هذا الاقتراح، ووافق عليه الجميع، وتفرقوا على ذلك، ولم يبق إلّا التنفيذ، وعلّل السهيلي حضور إبليس على هيئة رجل من نجد أنهم قالوا بأنَّ اجتماعهم لا يحضره أحد من تهامة؛ لأن هواهم مع محمد -صلى الله عليه وسلم.
الإعداد والتخطيط للهجرة، والدروس المستفادة منها
الإعداد والتخطيط للهجرة:
الإذن بالهجرة والتخطيط لها، وتجمُّع قريش حول بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقتله والخروج من بيت الصديق إلى غار ثور:
لمّا تمَّ اتخاذ القرار الغاشم بقتل النبي -صلى الله عليه وسلم، نزل إليه جبريل بوحي ربه تعالى، وأخبره بمؤامرة قريش، وأنَّ الله قد أذن له في الخروج، وحدّد له وقت الهجرة قائلًا:((لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه))، وذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الهاجرة إلى أبي بكر الصديق، ليتفق معه على خطة الهجرة.
قالت عائشة -رضي الله عنها-: بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلّا أمر، قالت: فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فاستأذن فأذِنَ له فدخل، فتأخّر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما جاء بك إلّا أمر حدث، فقال رسول