الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقه وسار على نهجه واتبع هداه وبعد:
لقد حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تربية أصحابه على أخلاق الإسلام، كما حرصوا على التأسِّي به، على أنه لم يكلهم إلى ذلك فحسب، بل كان يتعهدهم بالإرشاد إلى الخِلال الحميدة، ويمرنهم على الأخذ بها، ويشجّع المحسن منهم ولو بالكلمة الطيبة، حتى تصير ملكة وخلقًا، وحتى يتنافس فيها المتنافسون.
من إرشاده إلى الأخلاق الفاضلة قوله:((ثلاث من كن فيه استوجب الثواب، واستكمل الإيمان: خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله، وحلم يردُّ به جهل الجاهل)) أخرجه البزار من حديث أنس.
وقوله:((إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون)) أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة، وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنه قال: أراد معاذ بن جبل سفرًا إلى جهة فقال: ((يا نبي الله أوصني، قال: اعبد الله ولا تشرك به شيئًا، قال: زدني، قال: إذا أسأت فأحسن، قال: زدني، قال: استقم وليحسن خلقك)) أخرجه ابن حبان في صحيحه.
وقوله:((اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة.
وقوله:((عفُّوا تعفّكم نساؤكم، وبرّوا آباءكم تبركم أبناؤكم)) رواه الطبراني من حديث عائشة، وقوله: ((ما من شيء بأثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من