الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن سلك طريقه وسار على نهجه واتبع هداه وبعد:
ترتيب الأعمال الظاهرة من أول السفر إلى الرجوع:
وهي عشر جمل:
الجملة الأولى: في السير من أول الخروج إلى الإحرام؛ وهي ثمانية:
الأول: في المال:
فينبغي أن يبدأ بالتوبة ورد المظالم، وقضاء الديون، وإعداد النفقة لكل من تلزمه نفقته إلى وقت الرجوع، ويرد ما عنده من الودائع، ويستصحب من المال الحلال الطيب ما يكفيه لذهابه وإيابه، من غير تقتير، بل على وجه يمكنه معه التوسع في الزاد، والرفق بالضعفاء والفقراء، ويتصدق بشيء قبل خروجه.
الثانية: في الرفيق:
ينبغي أن يلتمس رفيقًا صالحًا محبًّا للخير معينًا عليه، إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه، وإن جبن شجعه وإن عجز قواه، وإن ضاق صدره صبّره، ويودع رفقاءه المقيمين وإخوانه وجيرانه، فيودعهم ويلتمس أدعيتهم، فإن الله تعالى جاعل في أدعيتهم خيرًا، والسنة في الوداع أن يقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول لمن أراد السفر:((في حفظ الله وكنفه، زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجَّهك للخير أينما كنت)).
الثالثة: في الخروج من الدار:
ينبغي إذا هم بالخروج أن يصلي ركعتين أولًا، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}(الكافرون: ١) وفي الثانية الإخلاص، فإذا فرغ رفع يديه