رواحة، فأثبت قدميه حتى أصيب، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، فرفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- إصبعيه قال: اللهم هو سيف من سيوفك فانصره)).
وكان المسجد مقرًّا للقضاء، يقضي فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المتخاصمين بالحق والعدل، لا تأخذه في الله لومة لائم.
وكان المسجد مركز تجمُّع للجيوش الإسلامية، ومركز انطلاق كذلك، تنطلق منه الجيوش بقيادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو بتوجيهاته وتوصياته، اغزُ باسم الله، وعلى بركة الله، يحدّد أهداف السرايا والبعوث، ويدعو إلى آداب الإسلام في القتال.
وكان المسجد مقرًّا للشورى، يستشير الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين فيه، فهو بمثابة مجلس الأمة، تُعرض فيه قضاياها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويفكر المسلمون وأهل الحل والعقد خاصّة بإيجاد الحلول المناسبة لتلك القضايا، في جوٍّ من الحرية في التفكير.
إنَّ على العلماء والدعاة والمسئولين أن يعيدوا للمسجد قدسيته، بإعادة إليه رسالته، فيكون مدرسة ومعهدًا وجامعة، ومحضنًا للتربية، ومجلسًا للأمة، ومركز إشعاع فكري، وتوجيه خلقي، وتوعية سياسية، ومنبرًا لقول كلمة الحق.
ملامح شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-
شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيته ومع أهله:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في معيشته، في نفسه، لا يتكلف في لباس ولا طعام، يلبس ما تيسّر، وأكثر لبسه المعتاد من لباس الناس، وكان يلبس جيد الثياب إذا اقتضى الأمر لمقابلة وفود، أو لمناسبة عيد، وكان يأكل ما يجده، فإن وجد اللحم والحلوى أكل، وإن لم يجد إلا الخبز والزيت أو الخل أكل، وإن لم يجد ما يأكله بات طاويًا، وربما شدَّ على بطنه الحجر من شدة الجوع.