الخطابة: تعريفها، وقيمتها، وتاريخها، ومكانتها في العصر الجاهلي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن سلك طريقه، وصار على نهجه، واتبع هداه، وبعد:
تعريف الخطابة:
جاء في (المعجم الوجيز): خطب الناس وفيهم وعليهم خطابة وخطبة: ألقى عليهم خطبة، وجاء معناها في (لسان العرب) و"الخطبة": مصدر الخطيب، وخطب الخاطب على المنبر، ورجل خطيب حسن الخطبة، وجمع الخطيب خطباء خطَب -بالضم- خطابة -بالفتح-: صار خطيبًا، وفي (المصباح المنير): خاطبه مخاطبةً وخطابًا: وهو الكلام بين متكلم وسامع، ومنه اشتقاق الخطبة، وجاء في (مختار الصحاح): خاطبه بالكلام مخاطبة وخطابًا، وخطب على المنبر خُطبة -بضم الخاء- وخطابة.
تعريف الخطابة عند القدماء:
فقد عرفها أرسطو بقوله: هي القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل.
وعرفها ابن رشد بقوله: هي قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأشياء المفردة.
وعرفها ابن خلدون: بأنها القياس المفيد في ترغيب الجمهور، وحملهم على المراد منهم، وما يجب أن يستعمل في ذلك من المقالات.