حقيقة مذهب السلف في الإيمان بالقدر، والنصوص الدالة عليه
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونصلي ونسلم على خير خلقه محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وسار على نهجه إلى يوم الدين، وبعد:
فالإيمان بالقدر من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها؛ ففي (صحيح مسلم) من حديث عمر بن الخطاب في سؤال جبريل -عليه السلام- الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان قال:((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: -أي جبريل، عليه السلام- صدقت)).
وروى مسلم في صحيحه عن طاوس قال: أدركت ناسًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، أو الكيس والعجز.
وروى مسلم أيضًا عن أبي هريرة قال: جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القدر؛ فنزلت:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}(القمر: ٤٨، ٤٩).
والنصوص في ذلك كثيرة جدًّا؛ فإن النصوص الدالة على علم الله وقدرته ومشيئته وخلقه تدل على قدره -تبارك وتعالى- فالقدر يتضمن الإيمان بعلم الله ومشيئته