للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس السابع

(دروس وعبر من مراحل الدعوة إلى الله عز وجل)

أساليب المشركين المتنوعة في إجهاض الدعوة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن استن بسنته وسار على نهجه إلى يوم الدين وبعد:

أسلوب التهديد والمساومة والإغراء:

حاول الكفار مرات عديدة أن يتعاون معهم محمد -صلى الله عليه وسلم- في خلط الإسلام بالكفر؛ ليكونا سويًا دينًا خليطًا من هذا وذاك، وأن يعبدوا الله يومًا ويعبد محمد أصنامهم يومًا آخر وهكذا.

يروي ابن إسحاق بسنده أن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاصي بن وائل السهمي، وكانوا ذوي أسنان في قومهم، اعترضوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وهو يطوف بالكعبة وقالوا له: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (الكافرون: ١ - ٦). فكانت المفاصلة الكاملة بين الإيمان والكفر.

المقاطعة العامة:

لما رأى كفار مكة أن بني هاشم وبني المطلب تواثقوا وتعاهدوا جميعًا، على حماية محمد -صلى الله عليه وسلم- عملوا على مقاطعتهم وعدم التعامل معهم مطلقًا، وتحالفوا على ألا يجالسوهم، ولا يبيعونهم ولا يشترون منهم، ولا يدخلون بيوتهم، ولا

<<  <   >  >>