للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثامن عشر

(من أنواع الخطابة الدينية: خطبة الجمعة)

الجمعة: تعريفها، وفضلها، وسننها، وشروطها، ووقتها، ومن تجب عليهم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

والجمعة بضم الميم وإسكانها وفتحها: مِن الاجتماع، سمي اليوم به لأنه جُمع فيها خلق آدم من الماء والطين، روى علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم: لأي شيء سمي يوم الجمعة؟ قال: ((لأن فيها طُبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة والبعثة وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة، من دعا الله فيها استجيب له)) أخرجه أحمد بسند رجاله رجال الصحيح.

وقيل: سمي بذلك لاجتماع الأنصار مع أسعد بن زرارة فيه، فصلى بهم وذكّرهم، فسموه بالجمعة بعد أن كان يسمى يوم العروبة، أي: يوم التحسين؛ لأنه يوم تجمل.

وهو أفضل أيام الأسبوع. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح، حتى تطلع الشمس شفقًا من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم، وهو يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه)).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال عبد الله بن سلام: "قد علمت أية ساعة هي، فقلت له: فأخبرني بها، فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة من يوم الجمعة، فقلت له: كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي)) وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((من جلس مجلسًا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي) فقلت: بلى. قال: هو ذاك". وصححه الترمذي.

<<  <   >  >>