هذا يوم عظيم، عظم الله به الإسلام وخصص به المسلمين. قال الله تعالى:{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}(الجمعة: ٩) فحرم الاشتغال بأمور الدنيا وبكل صارف عن السعي إلى الجمعة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله -عز وجل- فرض عليكم الجمعة في يومي هذا في مقامي هذا)). وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر طبع الله على قلبه، وفي لفظ آخر: فقد نبذ الإسلام وراء ظهره)).
واختلف رجل إلى ابن عباس يسأله عن رجل مات، لم يكن يشهد جمعة ولا جماعة فقال: في النار، فلم يزل يتردد إليه شهرًا يسأله عن ذلك وهو يقول: في النار، وفي الخبر: إن أهل الكتابين أُعطوا يوم الجمعة فاختلفوا فيه فصرفوا عنه، وهدانا الله تعالى له، وأخره لهذه الأمة وجعله عيدًا لهم، فهم أولى الناس به سبقًا، وأهل الكتابين لهم تبع.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم -عليه السلام- وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وهو عند الله يوم المزيد، كذلك تسميه الملائكة في السماء، وهو يوم النظر إلى الله تعالى في الجنة)). وفي الخبر: إن لله -عز وجل- في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ذَكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الجمعة فقال:((فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله -عز وجل- شيئًا إلا أعطاه الله إياه، وأشار بيده يقللها)) أخرجه الشافعي والسبعة إلا أبا داود والترمذي.