فيكم الذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم نارًا تحرقون فيها، ويخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو ينثر الرمل على رأسه وعلى غيره.
نتائج الهجرة
لقد تكوّنت الدولة الإسلامية بعد الهجرة النبوية، وأنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المؤسسات العسكرية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية، وأنجز أمورًا لم تكن لتتمَّ إلا بعد الهجرة وبناء الدولة.
أولًا: التكافل الاجتماعي:
لقد آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المسلمين؛ من مهاجرين وأنصار، وتقاسموا الأموال والديار، وقدَّم أصحاب الأموال أموالهم لإخوانهم؛ ابتغاء مرضاة الله وثوابه، وبناء على أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- تآخوا أخوين أخوين، ولقد وصف الله هذا التكافل بقوله تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(الحشر: ٩).
ولقد روى الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، بإسناده إلى إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال:((لمَّا قدِموا المدينة آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالًا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها تزوجتها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، أين السوق؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلّا ومعه فضل من أقط وسمن)).