كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يخشى في الله لومة لائم، وهذه بعض المواقف التي غضب فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم:
فلقد غضب عندما قيل له: إن فلانة ماتت واستراحت، أخرج الإمام أحمد في المسند، من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت:((جاء بلال إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ماتت فلانة واستراحت، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: إنما يستريح من دخل الجنة))، قال قتيبة: من غفر له.
كما غضب -صلى الله عليه وسلم- عندما تكلّم البعض في إمارة أسامة بن زيد وأبيه -رضي الله عنهما-، قال أهل السير: دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فعسكَر بالجرف، وخرج في عسكره أبو بكر وعمر وسعد وسعيد وأبو عبيدة، فتكلّم قوم وقالوا: يُستَعْمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غضبًا شديدًا، فخرج وقد عَصَّب رأسه بعصابة، فصعد المنبر وقال:((أمّا بعد، فما مقالة بلغتني عنكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله، وايم الله، إن كان للإمارة خليقًا، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة)).
واشتد برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعه، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وهو على المنبر:((إن تطعنوا في إمارته -يريد أسامة بن زيد رضي الله عنهما- فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وايم الله، إن كان لخليقًا لها، وايم الله، إن كان لأحبّ الناس إليّ، وايم الله، إنّ هذا لها لخليق -يريد أسامة بن زيد- وايم الله، إن كان لأحبهم إليّ من بعده، فأوصيكم به، فإنه من صالحيكم)).