قوله -صلى الله عليه وسلم:((وايم الله، إن كان لخليقًا لها)) أي حقيقًا بها، وفيه جواز إمارة العتيق، وجواز تقديمه على العرب، وجواز تولية الصغير على الكبار، فقد كان أسامة صغيرًا جدًّا، توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثمان عشرة سنة، وقيل: عشرين، وجواز تولية المفضول على الفاضل للمصلحة، وفي هذه الأحاديث فضائل ظاهرة لزيد ولأسامة -رضي الله عنهما.
كذلك غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الجَوْر في الوصية: عن الذيّال بن عبيد بن حنظلة بن حزيم، عن حنيفة، سمعت جدي يقول: قال حنيفة لابنه حزيم: اجمع لي بنيك، فإني أريد أن أوصي، فجمعهم ثم قال: جمعتهم يا أبتاه، قال: فإني أوّل ما أوصي به مائة من الإبل التي كنّا نسمي المطيبة في الجاهلية صدقة على يتيمي هذا، في حجره، قال: اسم اليتيم ضرس بن قطيعة، قال حزيم لأبيه حنيفة: إني أسمع بنيك يقولون: إنما تقرّ بها عين أبينا، فإذا مات اقتسمناها، وقسمنا له مثل نصيب بعضنا، قال: أسمعتهم يقولون ذلك؟ قال: نعم، قال: فبيني وبينك رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فانطلقنا إليه، فإذا هو جالس فقال: من هؤلاء المقبلون، فقالوا: هذا حنيفة النعم، أكثر الناس بعيرًا بالبادية، قال: فمن هذان حواليه؟ قالوا: أمّا الذي عن يمينه فابنه حزيم الأكبر، ولا نعرف الذي عن يساره، فلمّا جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سلّم حنيفة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ثم سلّم حزيم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا حزيم، ما رفعك إلينا؟ قال: هذا رفعني وضرب فخذ حزيم، قال: أوَليس هذا حزيم؟ قال: نعم، قال: يا رسول الله، إني رجل كثير المال، عليّ ألف بعير، وأربعون من الخيل، سوى مالي في البيوت، خشيت أن يفجأني الموت أو أمر الله، فأردت أن أوصي، فأوصيت بمائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية المطيبة، صدقة على يتيمي هذا في حجرته، قال: فرأيت