وجاء رجل إلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما نزل عن ناقته سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم:((أأطلق ناقتي وأتوكل، فقال -عليه الصلاة والسلام: اعقلها -أي اربطها- وتوكل)).
تأليف قلوب الصحابه واستمالتهم، والاهتمام بأمرهم، وتفقد أحوالهم، وقضاء حوائجهم
تآلف النبي -صلى الله عليه وسلم- لقلوب أصحابه واستمالتهم والاهتمام بأمرهم وتفقد أحوالهم وقضاء حوائجهم:
أولًا: تآلف النبي -صلى الله عليه وسلم- لقلوب أصحابه واستمالتهم:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قال عليّ -رضي الله عنه-: "أوسع الناس صدرًا، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، وكان يتألّف قلوبهم، ويكرم كريمهم، ويتفقدهم في شئونهم، ويعطي كلًّا من جلسائه نصيبه من التكريم، حتى يحسب جليسه أنه ليس أحد أكرم عليه منه، من جالسه أو قاربه لحاجة صابره؛ حتى يكون هو المنصرف منه، ومن سأله حاجة لم يرده إلّا بها، أو ميسور من القول، قد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواء، دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب، ولا فاحش ولا عياب، ولا مداح، يتغفّل عما لا يحب، ولا يقابل أحدًا بما يكره، إلّا أنه في الحق من أشد الناس غيرة على حرمات الله، وإنكارًا على انتهاك آداب الشريعة، يجالس الفقراء، ويصغى إلى العبد والأرملة والمسكين".
قال أبو هريرة -رضي الله عنه:((دخلت السوق مع النبي -صلى الله عليه وسلم، فاشترى سراويل، وقال للوزان: زن وأرجح، فوثب البائع إلى يده -صلى الله عليه وسلم- يقبلها، فجذب يده وقال: هذا ما تفعله الأعاجم بملوكها ولست بملك، إنما أنا رجل منكم، ثم أخذ السراويل، فذهبت لأحملها، فقال: صاحب الشيء أحق أن يحمله)).