قد تميزت الخطابة في العصر الجاهلي بخصائص عدة، منها ما يلي:
أولًا: خصائصها اللفظية:
أ - اتسامها بقصر الجمل وسرد الحكم: حتى تكاد تنقطع الصلة بين جملة وأخرى.
ب - قوة الألفاظ وجزالتها: حتى كانت تصل أحيانًا إلى الخشونة، ولعل السبب في ذلك قوة نفوسهم؛ لأن الكلمات صورة حية لنفس قائلها؛ تجيش صدورهم باليأس؛ فتنطق ألسنتهم بما يعتمل في صدورهم.
جـ- وجود بعض الألفاظ الغريبة: وذلك تأثرًا ببعض القبائل التي تنطقها مثل حِمير.
د- استعمالها في معانيها الحقيقة، وعدم اللجوء كثيرًا إلى المجاز، ويرجع السبب في ذلك إلى إحاطتهم الكاملة بلغتهم، وعلمهم علمًا صحيحًا بمدلولات الألفاظ، ووجه دلالتها عليها وقلة حاجتهم إلى استعمال لفظ في مدلول آخر، وهذا لا يمنع أن يكون في كلامهم الكنايات الرائعة والأمثال السائرة والتشبيهات المحكمة؛ فإن ذلك كان عندهم ولكن لم يكن كثيرًا في خطبهم؛ لإرسالهم القولَ ارتجالًا من غير تحضير وتهيئة.