أ - أنها نظرية تنشأ عن اللمحة العارضة والفكرة الطارئة وعفو الخاطر من غير إرهاق للفكر ولا تعمق في النظر.
ب - كما جاءت خطبهم غيرَ متماسكة الأجزاء وغير مسلسلة الأفكار؛ لأنهم لم يكونوا أهل علوم يسودهم التفكير المنظم والتقسيم المستغرق لكل جوانب الموضوع؛ ولذلك كان المعنى عندهم لا يأتي مرتبًا. وأصدق الخطب التي تدل على ذلك خطب أكثم بن صيفَى؛ فإن مَن ينظر فيها يجد أنها جاءت حكمًا متناثرة؛ بل هي در منثور غير منتظم في عقد، وأحيانًا يتحد الغرض في الخطبة فتأتي متماسكة؛ ولكن هذا النوع جاء نادرًا؛ وإذا جاء يأتي موجزًا كل الإيجاز؛ كخطبة أبي طالب في زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من السيدة خديجة -رضي الله عنها-.
جـ- عدم مجافاتها للواقع بمراعاة الصدق فيها بعيدًا عن المجازفة والمبالغة؛ وذلك للميول والرغبة في قول الحق وصراحة الرأي.
د- كانت معبرة عن خبرتهم وتجاربهم في دروب الحياة وميادينها، تأتي في غير إرهاق ولا تعب.
ثالثًا: خصائص الأسلوب:
أ - الارتجال: وهو ظاهر فيها؛ إذ يلاحظ عدم التنسيق وترابط الأفكار.
ب - البعد عن التكلف لعدم التهيؤ والاستعداد لها مسبقًا.