فقد عرفها الشيخ محمد أبو زهرة بقوله: الخطابة: صفة راسخة في نفس المتكلم يقتدر بها على التصرف في فنون القول؛ لمحاولة التأثير في نفوس السامعين، وحَمْلهم على ما يراد منهم بترغيبهم وإقناعهم.
كما عرفها الشيخ علي محفوظ بأنها: ملَكة الاقتدار على الإقناع، واستمالة القلوب، وحمل الغير على ما يراد منه.
وعرفها الدكتور أحمد الحوفي بقوله: هي فن مشافهة الجمهور وإقناعه واستمالته؛ فلا بد من مشافهة، وإلا كانت كتابة أو شعرًا مدونًا، ولا بد من جمهور يستمع؛ وإلا كان الكلام حديثًا أو وصية؛ ولا بد من الإقناع وذلك بأن يوضح الخطيب رأيه للسامعين ويؤيده بالبراهين؛ ليعتقدوه كما اعتقده، ثم لا بد من الاستمالة، والمراد بها: أن يهيج الخطيب نفوس سامعيه أو يهدئها، ويقبض على زمام عواطفهم يتصرف بها كيف شاءَ؛ سارًّا أو محزنًا، مضحكًا أو مبكيًا، داعيًا إلى الثورة أو إلى السكينة.
ومن السهل بعد ذلك أن يتبين قصور تعريف الخطابة بأنها: فن الكلام الجيد؛ لأن الكلام الجيد ينتظم الخطابة والكتابة والشعر، ومن السهل أيضًا أن نرى نقصًا في تعريفها: بأنها القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل؛ لأن كثيرًا من الكتب مقنع، وكثيرًا من الكتاب مقنعون؛ لأن الأساتذة في شروحهم ومحاضراتهم مقنعون، وليس واحدًا من هؤلاء خطيبًا؛ لأنهم يتجهون إلى العقل لا إلى العاطفة؛ فهم يقنعون ولكنهم لا يستميلون.
ثم من السهل أن نجد نقصًا في تعريف الخطابة بأنها: فن الاستمالة؛ لأن المنظر الطبيعي الراقي يستميل الذواقين للجمال وليس خطبة، ولأن الممثل البارع