أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: قم فأعطهم، فآخذ القدح، فأعطي الرجل حتى يروى، ثم يردّه إليّ حتى روي جميع القوم، فانتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ القدح فوضعه على يديه، ثم رفع رأسه فنظر إليّ فتبسَّم، وقال: اقعد، فقعدت، فشربت، وقال: اشرب، فما زال يقول: اشرب اشرب، حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكًا، قال: فأرني، فرددت إليه الإناء، فحَمَد الله -عز وجل- وشرب منه)).
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حدّث بالحديث أو سأل عن الأمر كرره ثلاثًا ليفهم ويُفهم عنه.
وعن جابر بن عبد الله قال:((قفلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة، فتعجّلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راءٍ من الإبل، فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما يعجلك؟ قلت: كنت حديث عهد بعرس، قال: أبكرًا أم ثيبًا؟ قلت: ثيبًا، قال: فهلّا جارية تلاعبها وتلاعبك، قال: فلما ذهبنا لندخل قال: أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا -أي: عشاء- لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة)).
وغيرها من المواقف والأحاديث التي تدل على حرصه -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه واهتمامه بهم، وتفقده لأحوالهم برغم ما كان من ضيق وقته وكثرة أشغاله -صلى الله عليه وسلم.