بالتوحيد حتى شرعت الصلاة قبيل الهجرة، ويلاحظ أنّ الدعوة كانت تقدّم الأهم على المهم، ولذلك قدّمت التوحيد وإثبات الرسالة على سائر تعاليمها؛ لأنهما الأصل.
٣ - تكرار الدعوة:
ومن خلال الأساليب يظهر التكرار واضحًا للدعوة، لما في التكرار من فائدة، فهو يشعر بالأهمية، ويحرك العقل والوجدان.
٤ - بيان الغاية من الدعوة:
تحديد أي شيء هو مقدمة نجاحه، وبيان فائدته أقوى دليل على خلوده، ولقد اهتمت الأساليب بادئ ذي بدئ ببيان أهداف الدعوة، فعرّفت أن الإيمان بالدعوة يحقق في الدنيا النجاة من الضرر، والتمكين في الأرض، والنصر والفوز، ويحقق في الآخرة السعادة والأمان، بل إن سائر تعاليم الدعوة هادفة إلى حفظ الضرورات الخمسة، التي تحقق سعادة الدنيا والآخرة.
٥ - الدليل المناسب:
وتحقق الأساليب بأدلتها فائدة عظيمة؛ ذلك أنها تلاحظ نوعية المدعوين، ومدى تقدمهم، وتأتي لهم بالأدلة المناسبة، فمثلًا: تكون الأدلة بالمحسوسات أحيانًا، وبالمعنويات أحيانًا أخرى، وبهما معًا أحيانًا أخرى، وذلك يحقق لها الوصول إلى أفهام الناس أجمعين، والدعوة تستطيع أن تنوع دليلها وتصنعه في شكل قصة، أو في مثل، وهكذا تبعًا لطبيعة من تخاطبهم، خاصة وأنها أحاطت بهم، ومن الأوْلى أن تكون الأدلة مستنتجة من نعم الله الكاملة.