وما روي عن عمر وعثمان أنهما خطبا قبل الصلاة لم يصح، وعلى تقدير صحته فلا يعارض ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- وعن خلفائه من طرق صحيحة، أنهم كانوا يصلون قبل الخطبة، وانعقد عليه الإجماع، وتقدم أن ابن الزبير رجع عما كان يراه من تقديم خطبة العيد".
هذا؛ وكيفية صلاة العيد أنه متى دخل وقتها يصلي الإمام ركعتين، فيكبر تكبيرة الإحرام ناويًا بقلبه صلاة عيد الفطر أو الأضحى، ثم يضع يديه على سرته قابضًا اليسرى باليمنى، ويأتي بدعاء الاستفتاح، ثم يكبر سبع تكبيرات أو ستًا رافعًا يديه مع كل تكبيرة، ويفصل بين كل تكبيرتين بسكتة مقدار ثلاث تسبيحات، ثم يتعوذ ثم يبسمل ثم يقرأ الفاتحة وسورة، ثم يركع ويطمئن راكعًا ويرفع مطمئنًا، ويسجد ويطمئن ساجدًا، ويجلس ويطمئن جالسًا، ويسجد ويطمئن ساجدًا، ثم يبتدئ الركعة الثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، إن كان كبر في الأولى سبعًا أو ستًا، ويبتدئ بالقراءة ثم يركع ويتم الركعة كسائر الصلوات.
وإذا فرغ الإمام من صلاة العيد قام مستقبلًا الناس، وشرع في أداء الخطبة اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم، ويسن افتتاح الخطبة بحمد الله والثناء عليه، ثم الوعظ والأمر بالطاعة اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم.
قال جابر بن عبد الله: ((شهدت الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد، فبدأ بالصلاة ثم الخطبة بغير أذان ولا إقامة، فلما قضى الصلاة قام متوكئًا على بلال، فحمد الله وأثنى عليه ووسط الناس، وذكرهم وحثهم على طاعته، ثم مضى إلى النساء ومعه بلال، فأمرهن بتقوى الله ووعظهن، وحمد الله وأثنى عليه، وحثهن على طاعته ثم قال: تصدقن؛ فإن أكثركن حطب جهنم، فقالت امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين: لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن