رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقفًا بالحرورة بسوق مكة يقول:((والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)) رواه الإمام أحمد وهذا لفظه. وفي قوله تعالى:{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}(آل عمران: ٩٧) قال: آمنًا من النار.
عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:((من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة وخرج مغفورًا له)).
وقوله:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}(آل عمران: ٩٧) هذه آية وجوب الحج عند الجمهور. وقيل: بل هي قوله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}(البقرة: ١٩٦) والأول أظهر، وقد وردت الأحاديث المتعددة بأنه أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًا.
وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع. قال الإمام أحمد -رحمه الله: عن أبي هريرة قال: ((خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أيها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: لو قلت "نعم"؛ لوجبت ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:((خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا أيها الناس، إن الله كتب عليكم الحج، فقام الأقرع بن حابس فقال: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فقال: لو قلتها لوجبت، ولو وجبت لم تعملوا بها ولم تستطيعوا أن تعملوا بها. الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع)) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه.